استراتيجية السلامة البحرية في ادارة الازمات البحرية

Authors

  • محمد جاسم محمد جابر
  • فتحي جميل داود

Abstract

إن الأزمات التي تحدث في المنظمات أو المؤسسات او الدول ما هي إلا تغييرات مفاجئة تطرأ على البيئة الداخلية أو الخارجية دون توقع لها, والحقيقة التي يفترض أن نقف أمامها كثيراً كي نعيها وندركها هي عدم وجود دولة في العالم محصنة تماماً من الأزمات، حتى وإن نجت من هذه المخاطر والأهوال لسنوات عديدة، وتعتبر الازمة واحدة من المؤثرات المباشرة على الجوانب الاشد حيوية للمنظمة فتكون سببا في ازدهارها ويمتد تعاملها وتأثيرها الى المجتمع وكما للأزمة جذور للفشل لها بذور للنجاح، والعثور على بذور النجاح المحتملة ورعايتها وحصدها امر حيوي لها.

كما وأن بعض الأزمات تحدث نتيجة تسرب معلومات هامة وأحيانًا سرية كاستراتيجية أو خطة جديدة أو مشروع جديد... الخ فيحدث عكس ما مخطط له.. باختصار إن إدارة الأزمة تتطلب السرعة في التصرف والاعتراف بالحقيقة, كما أن تحدي الأزمة ومواجهتها أفضل من الهروب ويجب الاعتراف بحقيقة أخرى هي أن عقارب الساعة تدور دائمًا إلى الأمام وأن الزمن لا يعود للوراء أبدًا.

إن جميع التغيرات ولاسيما الاقتصادية الحالية والمستقبلية في ظل العولمة واتفاقية وانفتاح السوق والمنافسة الحادة سوف تترك آثارها الواضحة إقليميا وعالميا وهذا ما يدفع المنظمات والدول إلى تطوير وتغيير رؤيتها وفلسفتها وسياستها ونظمها وأساليبها تجاه إدارة الأزمات بما يتفق ومتطلبات العصر.

إن الإدارة بالأزمات ما هي إلا نتيجة لغياب التخطيط أو السياسات أو غياب الاستراتيجية، حيث لا تتحرك الإدارة إلا عند ظهور الأزمات أو المآزق، وتختلف الازمات باختلاف البيئة التي تحدث بها وتكاد تكون الازمات في المجال البحري من اصعب انواع الازمات كونها تحدث في ظروف يصعب من خلالها مد يد العون الى المتضررين الامر الذي يتطلب اتخاذ مجموعة من التدابير والاجراءات قبل حدوث الازمة.. لهذا سارعت المنظمة البحرية الدولية من مبدأ أينما تواجدت الرحلة البحرية تواجدت الاخطار المصاحبة لهذه الرحلة في ولهذا سن القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية من اجل تحديد المعاير والاساليب الموحدة في مجال البحث والانقاذ البحري والسلامة البحرية والحد من الازمات البحرية التي تتماشى مع تعدد جنسيات العاملين في البحر بالإضافة الى تقديم المساعدة الفنية لتلك الدول الساعية لأنشاء منظومات البحث والانقاذ البحري، وعقب سلسلة من الحوادث والازمات البحرية ابتداء من كارثة الباخرة تيتانك 1912 بدأت الدول في وضع تدابير امنية للسفن والموانئ من خلال الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لحماية وانقاذ الارواح في البحر.

وبعد انشاء المنظمة البحرية الدولية (IMO) عام 1948 التي كانت من اهم اهدافها التركيز على سلامة الرواح في البحار خاص وان فقدان الارواح في البحار تعتمر من الازمات المهمة، وفتح آفاق جديدة فـي التعليم والتدريب البحري فـي مجال السلامة البحرية وزيادة الاعترافات والاعتمادات الدولية وانضمام اغلب دول العالم الى هذه المنظمة.

وتتعامل إدارة الأزمات مع الأزمة قبل حدوثها فهي تتضمن اكتشاف إشارات الانذار المبكر التي تنبأ بقرب حدوث الأزمة وتوصيل تلك الإشارات للتخطيط والإعداد لمواجهة الأزمة والتعامل معها حين حدوثها كما تتضمن الأنشطة اللاحقة على حدوث الأزمة ومواجهتها والتخطيط لاستعادة النشاط والتعلم واستخلاص الدروس المستفادة، ومن هذا المنطلق تتضح أهمية تبنى المنهج العلمي المنظم والمتكامل لموضوع البحث.

وسنحاول بقدر الإمكان الخروج عن المألوف في طريقة بحثه، حيث سيتم إسقاط الجانب النظري للدراسة على الطريقة العملية، وما هو مألوف للوصول إلى نتائج مرضية لتحقق الهدف من الدراسة وهي أخذ الدروس والعبر المستفادة كلما أمكن، حتى نستطيع تدبر الأمور وحلها بطريقة مثالية بأقل الخسائر الممكنة.

كما يهتم البحث بالإطار المفاهيمي للأزمة متجاوزا" وجهة النظر التقليدية التي تصفها كحدث يدمر أو يؤثر في المنظمة ككل، إلى وجهة النظر الاستراتيجية، بكونها لحظة حاسمة ونقطة تحول نحو الأفضل أو الأسوأ، متناولا" خصائص الأزمة التي تختلف فيها عن النكبة والكارثة، إضافة إلى مراحلها المتعددة ذات المستويات المختلفة من الألم التي تنتج في تأثيرات متباينة في المنظمة وأدارتها مما يستوجب إجراءات متنوعة وفق معايير المنظمة البحرية الدولية (IMO)

Downloads

Published

2022-06-10