تكنولوجيا مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها في ازمة تدفق المعلومات

Authors

  • د. علي مولود فاضل

Abstract

أخذت تكنولوجيا مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة دوراً مهماً وفعالا في التاثير على عملية تدفق المعلومات ووفرتها وطريقة عرضها بشكل عام واتاحتها بشكل خاص؛ فهي تقدم معلومات وموضوعات متنوعة ومتعددة، وبطريقة يسيرة وبحرية كبيرة، وتأخذ الطروحات المقدمة من خلال هذه المواقع أشكالا وأنماطا مختلفة، فمن جهة تقدم الموضوعات الاجتماعية والإخبارية والفنية والفكرية والتسلية، ومن جهة أخرى تقدم الادمان وتسويف وقت المتلقي، وبالرغم من حداثة هذه المواقع وسرعة انتشارها وتزايد اشكالها، إلا أن الجمهور بات لا يمكنه الانفصال عنها أو تركها أو الابتعاد عنها وسط كم كبير من التركيز والاذعان لها، كونها تغذي المتلقي بالحاجات التي تنقصه وتملأ وقته وتشحن فراغه بالعديد من الرسائل الإعلامية، وفي ذات الوقت تعرض لمخاطر ضياع الوقت وزيادة جهله بمحيطه.

فالحياة الافتراضية هي عبارة عن متنفس أو وجه آخر يقصده الجمهور هروبا من الضغوطات الأسرية والاجتماعية وما يحيط بها من ظروف لها تأثيراتها المهمة والمختلفة في نفسية الجمهور ومعناته، وهو ما أثبتته نتائج البحوث والدراسات المتعددة عبر تطبيقات بحثية للكثير من الأطر النظرية المتنوعة.

فهذه المواقع التواصلية باختلاف أشكالها ومضامينها تنقل الأحداث والمواقف والقضايا واليوميات التي يعيشها الكائن البشري على نافذة الجوال أو الكومبيوتر من البيئة الاجتماعية السائدة فيها إلى جمهرة المتلقين محدثة تفاعلا مباشرا بين ملايين الناس دون وجود لحاجز المكان أو الزمان الذي كان يقطع العملية الاتصالية سابقا، ومع تزايد عدد المستخدمين لها صارت مواقع التواصل الاجتماعي تأتي في مقدمة الوسائل الإعلامية من حيث قدرتها الهائلة على التأثير في الأفراد، ولا سيما من خلال ظهور أنواع جديدة لهذه البرامج واستعمالات مبتكرة وآليات طرح مؤثرة، وهذا كله شكّل بُعدا اتصاليا جديدا في البيئة العراقية خاصة بعد ثورة الإعلام التي حصلت في العراق، حيث اصبحت البيئة الافتراضية موضوعا شائكا وواقعا سائدا ومضمونا مهما يستحق الوقوف عليه بطريقة علمية جدية، حتى وإن طرح أساتذة الإعلام تقاطعات عالمية أو فكرية حول تسمية هذا النمط الاتصالي وتصنيفه العلمي بين مؤيد في القول على أنها وسائل إعلامية وبين معارض يقول أنها مجرد برامج، وبين مصنف لها على هيئة إعلام جديد وبين معارض يرى أنها شكلٌ من أشكال الإعلام، ووسط كل هذا نرى المتلقي هو من يزداد تعرضا لها وهو من يستسقي تدفق معلومات هذه المواقع التواصلية بطريقة كبيرة، وبالتالي صارت تشكل الكثير من شخصيته وتكون بنيته الذاتية، وتنشئ جيلا يعتمد في الكثير من تركيبته على ما تقدمه هذه المواقع، وهذا ما أفرز صعوبات كبرى على بناء النسيج المعرفي للمجتمعات وزيادة الخطورة عليه ازاء هذه المواقع الذي تحدثه هذه التكنولوجيا الحديثة وما تقدمه من معلومات ربما تكون مؤكدة أو غير ذلك.

Downloads

Published

2022-06-08